أقيمتفي الساعة الرابعة بتوقيت القاهرة قرعة كأس أمم أفريقيا أنجولا 2010 في مجمع تالاتونا سنتر في العاصمة الأنجولية لواندا، و حضر القرعة رئيس الإتحاد الأفريقي و رئيس جمهورية لواندا و العديد من الشخصيات الهامة أفريقياً و عالمياً و لم يحضر أي ممثل من إتحاد الكرة المصري لإنشغاله بتداعيات مباراة الخرطوم، و ناب عنهم سفير مصر في أنجولا.
و تم وضع رؤوس المجموعات كالتالي، المجموعة الأولى ستكون على رأسها البلد المضيف أنجولا، و المجموعة الثالثة سيكون على رأسها حامل اللقب منتخب مصر. و ستلعب المباراة الأولى في 10 يناير و أحد أطرافها أنجولا، بينما تقام مباراة مصر الأولى يوم الثلاثاء 12 يناير في مدينة بنجويلا.
و جاءت التصنيفات حسب النتائج في كأس أمم افريقيا في النسخ الثلاثة الماضية بداية من عام 2004، و هي كالتالي
وستلعب أنجولا مباراتها الأولى مع مالى بينما يلعب منتخب البربر "الجزائر" سابقاً مع ملاوى
تحولت مباراة مصر و منتخب "البربر" في الخرطوم الى حديث الإعلام المصري، ليس بسبب النتيجة، و التي تقبلها كل المصريين و أشادوا بفريقهم، لكن بسبب أحداث ما بعد المباراة غير الرياضية.
و حتى يتحمل كل مسئول واجباته و يواجه دوره بشجاعة، أقل ما يمكن أن يفعله سمير زاهر و فريق عمله هو الإستقالة و تقديم الإعتذار رسمياً لمشجعي الكرة المصرية.
بداية الأمر كان من مباراة الجزائر الأولى، حيث لم يحرر إتحاد الكرة أي محضر في الفيفا عما حدث من تسمم و إزعاج و هجوم على حافلة اللاعبين، و إعتمد زاهر على أسلوبه المعتاد "قعدة العرب".
و قبل مباراة مصر و الجزائر الأخيرة في القاهرة، لم يفطن زاهر و طاقمه لما يحدث في الجزائر مع أن العديد من الفضائيات و الصحف و المواقع حذرت بشكل جدي من أسلوب الصحافة الجزائرية و التي اتضح انها موجهة بشكل رسمي لإسائة سمعة مصر كروياً و سياسياً.
و جاء انذار الفيفا لإتحاد الكرة بتأمين المباراة بشكل جيد ليؤكد التحذير الإعلامي المصري، و هو أيضاً ما لم يأخذه زاهر محمل الجد ولا كان جرس إنذار لما يحضر له "شيخ المنصر" روراوة رئيس اتحاد البربر. و لم تتحرك أي ماكينة اعلامية مصري في مواجهة ما يحدث، على أساس أن ما بعد المباراة ينتهي كل شيء، و هو أمر لا يصدقه سوى السذج.
فقد ملأ البربر الدنيا صراخاً عن نية المصريين استهدافهم في القاهرة و تهديدهم للفريق و بالطبع وجدت العديد من الأبواق الإعلامية كمحطة الجزيرة و العربية و canal + الفرنسية و غيرها من المحطات موضوعاً مثيراً لطرحه. و بالطبع زاهر و فريقه "لم ينجح أحد" فكان الأهم هو موضوع التذاكر للمباراة، و حفلة منير و الشاب خالد و السوق السوداء، و التلفزيونات التي ستنقل و المؤامرة تزداد يوماً، و قد أخذ العالم بأسره معلومات ملفقة عن مصر بدون أي رد.
و جاء يوم وصول البعثة، و حدث الفيلم العربي بإخراج "بربري" و المضحك هو سهولة اكتشاف أن إصابات لاعبي الجزائر كانت كاذبة من صور اللاعبين عند الإصابة و بعدها بيوم، فلم يتنبه روراوة أن وضع إصابة حليش عند الحاجب سيعيق رؤتيه، فتم وضع الشاش على الرأس بينما الإصابة في الحاجب.
و بالطبع استخدم روراوة طبيب منتخبه الفرنسي الجنسية الذي ملأ إعلام الدنيا صراخاً و العالم حالياً لا يسمع سوى للغرب، فوجد أصداء لكذبه و تلفيقه. و حرر روراوة محضراً ضد اتحاد زاهر و ضد منتخب مصر بالواقعة، و لم يجد زاهر ما يفعله فالأمر كان مفاجيء من صديقه في اتحاد شمال أفريقيا!!
و هنا اتضحت أن المستوى الرسمي البربري كان اتخذ قراره أنهم سيتأهلوا بأي ثمن و بأي ضحايا و "بعدين" يتم حل المشاكل السياسية فمصر بلد ناس طيبين، و زاهر يمكن حل أي شيء معه بقعدة عرب، و الإتحاد المصري غير منظم ولا يملك الكوادر القادرة على التفكير و اتخذا القرار المعاكس و الصحيح في وقته، و كسب روراوة الجولة الأولى قبل المباراة.
و جاءت المباراة، و فازت مصر بأعجوبة و هو ما لم يتوقعوه "البربر"، فتم التحويل الى الخطة "ب"، و بعد لحظات من انتهاء المباراة، بدأت المواقع و ماكينة الإعلام البربرية بنشر صور مفبركة أن ضحايا مشجعي البربر هم 13 قتيل و أن إصابات عديدة و هتك أعراض حدثت، و بدأ الحقن للمباراة القادمة.
و لم يخرج زاهر أو أي من رجاله في طلب اعتذار رسمي و رفع الأمر للفيفا من توتير الأجواء، و التنبه للخطة و إعلان إنسحابه من المباراة و على الأقل أن تلعب بدون جمهور. و ما كان أسهل من وضع أمام الفيفا مانشيتات الصحف البربرية و تحويل الأمر الى تهجم "عنصري" على مصر و هو من أخطر الأمور التي تحاربها الفيفا. و كان زاهر يملك أوراقاً كافية بقلب الطاولة على روراوة خاصة مع تصريحات بوقرة لموقع الرينجرز الرسمي انهم ذاهبون للحرب، و تصريحات صايفي أنه لعب في اسرائيل و العشرات من التصريحات الرسمية. عندها كان الحل، إما بأيقاف هذه الحملة و تحويل الأمر لكفة مصر، أو تأجيل أو الغاء المباراة أو لعبها بدون جمهور. و بالطبع لم يحدث أي من هذه الأشياء فليس هذا من طباع الإتحاد المصري.
بوقرة لموقع الرينجرز: نحن ذاهبون للحرب
صايفي في اتهامه بأن استاد القاهرة هو ملعب اسرائيل أمس لعبنا في استاد اسرائيل...هذا هو إعلامهم و بالطبع لم يكن هناك أي تحضير من سمير زاهر لمباراة الخرطوم، و تم تعيين أيمن يونس ليكون مسئولا عن تنظيم نقل المشجعين و التذاكر و خلافه. و لم يكن هناك أي نوع من التنسيق في أي شيء، سواء من توقيت السفر و تجهيز جدول الطائرات مع وزارة الطيران المدني و تحضير خطة للجماهير في حال حدوث شغب، و وضع أرقام يتم الإتصال عليها عند الحاجة و تسليمها لكل مشجع و التنسيق مع السفارة المصرية في السودان في التحرك، و مواجهة الحرب الإعلامية داخل الخرطوم.
و عندما كان روراوة و "عصابته" يرسلون البلطجية و المتشردين بطائرات عسكرية و جوازات سفر تم اصدارها في نفس اليوم، كان زاهر و أعوانه في "التوهان" فالوقت ضيق و المشاكل كثيرة، و بالطبع لم يتحرك أحد لا في تكذيب الإدعاءات البربرية، ولا في الرد على من إتهم لاعبي مصر بالإسرائيليين علنا، ولا بالرد على من قال على استاد القاهرة ملعب تل أبيب، ولا على من يكتبون يومياً الثأر أو الموت في الخرطوم. و لم يكن هناك أحد ينسق من داخل الخرطوم على وضع المشجعين، و وصول الطائرات، و طبع الأعلام و التوجيه الصحفي، و التأمين الخاص بالمشجعين، أو من شراء التذاكر الخاصة بالسودانيين. و ترك زاهر الخرطوم "سدح مدح" لمشجعي البربر و البعثة الرسمية التي كانت تنسق كل شيء على أرض الميدان.
و حاول البشير الذي أحس بخطورة الوضع على الأرض بإحتواء الأمر، و تعرض زاهر أمام الجميع لإهانة لم تكن شخصية له، بقدر ما هي لدولة برمتها. و لم يجد ما يقوله أو ما يرد به الصاع صاعين.
و ليلة المباراة و يمكن للجميع العودة لمن سافر من المشجعين، كان هناك حالة من الفوضى العارمة في صفوف المسافرين المصريين، و العديد دفعوا قيمة الرحلة و انتظروا ساعات قبل السفر، و لم يجدوا تذاكر لدخول المباراة. و حدثت حادثة الطوبة الخاصة بالمنتخب خلال التدريب، و أيضاً لم يفعل زاهر سوى تحرير محضر بالواقعة، و كالعادة هدوء إعلامي، يقابله ثورة إعلامية بربرية و إساءة يومية وصلت الى تشويه كل شيء مصري.
و قبل المباراة شاهد اللاعبين مع دخولهم عبارات التهديد و التلميح بالذبح و خلافه، و كالعادة كان الرد الأنسب هو في الملعب، ولكن كيف يمكنك أن تلعب و انت تعلم أنك لو فزت فتذبح ؟ و خسر المنتخب و صفق الجميع له في الخرطوم و المفترض أن تكون انتهت القصة هنا، و لم يكن التوفيق حليفنا و نعض على جرحنا و إهانتنا فنحن الأم و الأخت الكبرى كالعادة.
و لم تكن هذه سوى البداية لأبشع حملة دموية تواجه مشجعي مصر في أي مكان، و سواء أن هذا يحدث داخلياً في مباريات محلية عديدة في كل دول العالم كإيطاليا و أسبانيا و إنجلترا و حتى مصر، و بينما ينتهي الأمر أحياناً عندهم بقتلى، ينتهى الأمر في مصر بتحطيم سيارات و اصابات طفيفة.
إذا كان رب البيت بالدف ضارباً...فشيم أهل البيت كلهم الرقص أما أن يكون الأمر هو خطة عسكرية من ميليشيات تم الدفع بهم بشكل رسمي و بمعرفة رسمية من حكومة البربر و بأسلوب منظم لتشويه سمعة أكبر أمة عربية، فهو لا يمت للشغب الرياضي بصلة. و جاءت الطامة الكبرى و ترك مشجعو مصر لمصيرهم، وسط حالة من الفوضى الكبيرة لم تودي بحمد الله لفقدان أي حياة غالية منهم، لكن العديد أهينوا و أصيبوا جسدياً و بدنياً و نفسياً.
و بدأ التحرك بعد خراب مالطا، و كالعادة خرجت الوعود بأننا سنقدم ملف كامل و سنفعل هذا و ذاك، و لكن للأسف كان روراوة و زبانيته في قمة التحضير للملف، و "اتغدوا" بزاهر قبل أن يتعشى بهم، فالفيفا الآن ينظر في فرض عقوبة على مصر بعد ملف الطوبة و الفيلم العربي الخاص بتهديد اللاعبين و إصابتهم.
و بدأنا نسمع الآن قصصاً عن مباراة بليدة الأولى كان الأحرى لو عرفناها منذ البداية، و بدأت الأصوات تخرج بمواقف و أفعال لو جمعتها سوياً لعرف "أقل" المصريين ذكاء أن الأمر سيتحول الى كارثة بكل معنى الكلمة.
هذا هو اتحادنا و رجاله و هذه هي الحقيقة و بالطبع لم يؤخذ أي خطوات بعيداً عن فشل زاهر في قضايا البث، و تحسين الواقع الكروي المصري، و شئون المحترفين، و الناشئين، و حل المهازل الأمنية التي تحدث للجمهور المصري في الدخول الى المباريات و غيرهم من القضايا الكروية. يكفي ما حدث في القاهرة و من بعدها الخرطوم لأن يتقدم زاهر بإستقالته، فهو يتحمل كل المسئولية على ما حدث لمشجعي مصر، و يتحمل المسئولية لعدم الرد و لا لأخذ الخطوات الصحيحة و القوية لوقف الموضوع بداية من القاهرة و ليس الخرطوم. و آن الأوان بعد هذه الصفعة الدموية أن يتم محاسبة أحد..."أي حد إن شاء الله بواب الإتحاد". فالبربر أخطأوا و هذه طبيعتهم، لكن إتحاد الكرة كان "شاهد ما شافش حاجة" و عليه مسئولية مضاعفة لأنه الممثل للكرة المصرية، و عليه مسئولية تنظيم أمور مشجعي المنتخب، و عليه حماية سمعة الدولة ككل.
و بينما نبدأ الآن في شن حملاتنا على البربر عبر قنواتنا الفضائية و ما أكثرها، كان روراوة أسبق بأسابيع في تحضير الإعلام العالمي و وضعه في صفه، و إظهار منتخب البربر بمظهر "المظلوم"، و قد تخرج الفيفا علينا بعد فترة قصيرة بعقوبات مالية و رسمية، و كل ما سنفعله أن نقول "حسبي الله و نعم الوكيل في الجميع".
كفى مهانة بالمشجع المصري و تقليل من آدميته و ترك حقوقه مهدورة من هذا الإتحاد، و أقل ما يمكن فعله زاهر بعد الإعتذار لجمهور مصر هو الإستقالة مع فريق عمله بالكامل، و إختيار رجال ذو أسلوب علمي و عملي و قادرين على التخطيط و إعادة الدفة الى الجهة الصحيحة و قادرين في حال حدوث أي إهانة مصرية أن يردوا الكف بعشرة..و إلا فعلى الكرة المصرية السلام.